الرئيسية » الاخبار والفعاليات » سلطان يطلق الأجزاء الثمانية الأولى من «المعجم التاريخي للغة العربية»

سلطان يطلق الأجزاء الثمانية الأولى من «المعجم التاريخي للغة العربية»
نشر بواسطة فاطمة محمد الطنيجي في Nov 18, 2020

أطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المجلدات الأولى من «المعجم التاريخي للغة العربية»؛ المشروع المعرفي الأكبر للأمة، الذي يؤرّخُ للمرة الأولى تاريخ مفردات لغة الضاد وتحولات استخدامها عبر 17 قرناً (منذ عصر ما قبل الإسلام إلى عصرنا الحاضر).

جاء ذلك خلال حفل بهيج مبارك أقامه صاحب السمو حاكم الشارقة، صباح اليوم الخميس، في مدينة خورفكان بحضور عدد من رؤساء مجامع اللغة العربية، وكبار علماء اللغة العربية والفقهاء في العالم العربي.

ووجه صاحب السمو حاكم الشارقة بهذه المناسبة رسالة شكر إلى كلِّ الذين أسهموا وشاركوا في تحرير المعجم التاريخي للغة العربيّة، وفي مقدّمتهم اتّحادُ المجامعِ اللغويةِ العلميةِ العربيّةِ تحتَ رئاسةِ الشيخ الفاضل الدكتور حسن الشافعي وجميع العلماء اللغويين العاملين معه. 

ثم ألقى الأستاذ الدكتور حسن عبد اللطيف الشافعي رئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية كلمة متلفزة عبر فيها عن سعادته بصدور المعجم التاريخي للغة العربية الذي طال انتظاره من جماهيرُ المثقفين في الأمة العربية.

بعدها استعرض الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، من خلال عرض توضيحي نبذة تاريخية مختصرة عن المعجم ومراحل انجاز الأجزاء الثمانية الأولى منه متطرقا لإحصاءات حول مجموع الاجتماعات التي عقدت ومنهج العمل المتبع وطرق التجهيز التقني والفني لإتمام أعمال تحرير المجلدات وفرق العمل واللجان العاملة ضمن مجامع اللغة المنتشرة في العالم العربي.

بدوره أوضح الأستاذ الدكتور مأمون وجيه، المدير العلمي لمشروع المعجم التاريخي في كلمة له أمام الحضور تفاصيل العمل التي تكللت وتوجت بإصدار الأجزاء الثمانية من المعجم.

وجاءت بعدها كلمات الحضور تترا لتؤكد على أن هذا اليوم ليوم مجيد من أيام اللغة العربية بقيادة هذا الرجل المبارك صاحب السمو حاكم الشارقة الذي زرع الله في قلبه حب اللغة العربية فرفع شعارها وأعلى منارتها وتكفل بالدفاع عنها والتمكين لها، مشيدين بجهود ودعم سموه في كافة المجالات، ومؤكدين بأن هذا الرجل المبارك هو هدية الله لهذه الأمة، وداعين المولى عز وجل أن يطيل في عمره ويبارك له في عمله وجهده.

وفي ختام الحفل الذي شهد الاحتفاء بهذه المناسبة التاريخية المفصلية، تفضل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بتدوين كلمة شكر وعرفان للقائمين على انجاز الذي يؤرخ للغة العربية وعلى صفحات الجزء الأول من المعجم خط فيها: «نشكر كل من ساهم في صنع هذا المعجم من اداريين ومحررين ومفكرين ونتمنى أن تكون تلك الأعمال في ميزان حسناتهم ويوفقهم الله لإتمام هذا المشروع العظيم».

وتُؤرّخُ الأجزاء الثمانية الأولى التي تمَّ الكشف عنها لتاريخ المفردات التي تبدأ بحرفي الهمزة والباء، وجاءت في ثمانية مجلدات تعرض تطوّر وتحوّل معاني المفردات ودلالات استخدامها عبر العصور؛ بدءاً من عصر ما قبل الإسلام، والعصر الإسلامي من 1-132 هجري، مروراً بالعصر العباسي من 133 – 656هـ، والدول والإمارات من 657 – 1213هـ، وصولاً إلى العصر الحديث من 1214 هـ حتى اليوم.

ويشارك في انجاز المعجم، الذي يشرف عليه اتّحاد المجامع اللغوية والعلمية في القاهرة، عشرة مجامع عربية، ويتولى مجمع اللغة العربية في الشارقة إدارة لجنته التنفيذية، ويستند المعجم في إنجازه على قاعدة بيانات تم جمعها وأتمتتها ووضع منهجيات وأنظمة الرجوع إليها خلال الأعوام الثلاثة الماضية لتضم اليوم قرابة 20 ألف كتاب ومصدر ووثيقة تاريخية باللغة العربية منها نقوش وآثار يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الإسلام.

ويشكل المعجم، إلى جانب أنه يبحث ويوثّق لمفردات اللغة العربية، مكتبة إلكترونية ضخمة مكوّنة من أمّهات كتب اللغة والأدب والشعر والفلسفة والمعارف العلمية المتنوعة تمكّن الباحثين والقرّاء بعد الانتهاء من مراحل إعداده كاملة، الوصول إلى آلاف الكتب والمصادر والوثائق يُعرض بعضها إلكترونياً للمرة الأولى في تاريخ المحتوى المعرفي العربي.

ويختص المعجم بتوضيح عدد من المعلومات الرئيسة هي تاريخ الألفاظ العربية؛ حيث يبحث عن تاريخ الكلمة من حيث جذرها، ويبحث عن جميع الألفاظ المشتقّة منها وتقلّباتها الصوتيّة، ويقوم يتتبّع تاريخ الكلمة الواحدة ورصد المستعمل الأوّل لها منذ الجاهليّة إلى العصر الحديث مركّزا على الاستعمال الحي للغة، أي أنّه يختلف عن سائر المعاجم السابقة أنّه يستشهد بالنصوص الحيّة قرآنا وحديثا وشعرا وخطبا ورسائل وغيرها.

ويكشف تطور المصطلحات عبر العصور، ويرصدُ تاريخ دخول الكلمات الجديدة المستحدثة في اللغة المستعملة، والكلمات التي اندثرت وزالت من قاموس الاستعمال مع ذكر الأسباب المؤثّرة في ذلك؛ حيث يبحث عن تطور الكلمة عبر الزمان وعلى ألسن العرب وغيرهم من المتكلّمين باللسان العربي منذ ما قبل الإسلام إلى اليوم.

إلى جانب ذلك يعرض المعجم تاريخ نشأة العلوم والفنون؛ إذ يبحث في علوم اللسان العربي عن جميع العلوم التي نشأت تحت ظل البحوث اللغوية قديمًا وحديثًا من نحوٍ وصرفٍ وفقه لغة ولسانيات وصوتيات وعلوم البلاغة والعروض وغيرها، ويتوقف عند المصطلحات التي ولدت ونشأت في رحاب هذه العلوم.

ويقدّم مقارنات بين الألفاظ في اللغة العربية وبين ما انحدر منها في اللغة العبرية والأكّادية والسّريانية والحبشية وغيرها، وفي هذا المجال تمّ تكليف لجنة متخصّصة برصد أوجه الشّبه والاختلاف بين الألفاظ العربية وما يقابلها في تلك اللغات، وذكر الشواهد الحية التي تدلّ على ذلك مع توثيقٍ للمصادر والكتب التي أُخِذت منها.

تجدر الإشارة إلى أنّ المنصة الرقمية التي تمّ إعدادها لإنجاز المعجم تتميّز بسهولة البحث، وسرعة الحصول على المعلومة واسترجاع النصوص وإظهار النتائج في سياقاتها التاريخية، إضافة إلى أنها تشتمل على قارئ آلي للنصوص المصورة، معتمدة على قاعدة بيانات تساعد الباحثين على التعرّف على مداخل كل جذر، ومن ثَمَّ الوصول إلى مبتغاهم في السياقات التاريخية المتنوعة.