الرئيسية » الاخبار والفعاليات » مدريد وقرطبة تحتفيان بالتجربة المسرحية لسلطان

مدريد وقرطبة تحتفيان بالتجربة المسرحية لسلطان
نشر بواسطة فاطمة محمد الطنيجي في Oct 10, 2021

احتفت العاصمة الإسبانية مدريد، والعاصمة التاريخية للأندلس سابقاً قرطبة، بالتجربة المسرحية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ حيث بحث «البيت العربي» في مدريد وقرطبة، بحضور نخبة من المثقفين والمبدعين الإماراتيين والإسبان، العلامات البارزة في النص المسرحي لحاكم الشارقة، والمرجعيات التي استند إليها في تقديم أحداث وتحولات تاريخية بدلالات ورؤى معاصرة.

جاء ذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي الذي تنظمه «هيئة الشارقة للكتاب» بالتعاون مع «البيت العربي»، تحت عنوان: «أيام الشارقة الأدبية» في كل من مدريد وقرطبة.

وجمعت الأيام كلاً من الفنان الإماراتي أحمد الجسمي، والممثلة والباحثة المسرحية لولا بوتيلو، والكاتبة والمسرحية الإسبانية جوليتا سيرانو، في جلستين عقدتا في «البيت العربي»، في كل من مدريد وقرطبة، وشهدتا عرض تقرير مصور حول أبرز أعمال صاحب السمو حاكم الشارقة، وأولها مسرحية «عودة هولاكو»، وما تلاها من أعمال مثل «النمرود»، و«الواقع صورة طبق الأصل»، و«القضية»، و«الإسكندر الأكبر»، و«شمشون الجبار»، و«داعش والغبراء»، وآخر أعماله «كتاب الله».

وقال أحمد الجسمي: «المتتبع للأعمال المسرحية لصاحب السمو، يجد أنها في مجملها تستثمر التاريخ في صياغة مسرحيات تصلح لكل زمان ومكان، وكأنها تتبنى مقولة إن الزمان يعيد نفسه في كل أعماله التاريخية، فالأحداث على مر العصور وإن اختلفت الأشكال والأسماء والتفاصيل هي ذاتها، والمهم هو أخذ العبرة منها وعدم تكرار الأخطاء التي تسبب الفوضى والدمار للأمم».

دلالات ظاهرة وباطنة

وأضاف الجسمي: «وما يميز أعمال سموه، تلك اللغة المسرحية الرائعة التي تنم عن معرفة وإلمام كبيرين بوقع الكلمة وأهميتها ومدلولاتها اللفظية والمعنوية، فالسطور التي تكتب بين السطور جلية، والمعاني الظاهرة والباطنة واضحة، والحوارات المسرحية سلسة والانتقال من مشهد إلى مشهد آخر بارع، وقد جسدت أعماله إيمان سموه بالمسرح وعشقه لهذا الفن».

وعن تجربتها في دراسة مسرحيات حاكم الشارقة، قالت لولا بوتيلو: «أعجبتني كثيراً المسرحيات التي قرأتها بالإسبانية لصاحب السمو حاكم الشارقة؛ إذ وجدتها ملتزمة جداً، وتعكس معرفة وثقافة واسعة، وتطرح الكثير من القضايا والأسئلة المتعلقة بالإنسان وتجربة وجوده، لهذا أنا سعيدة جداً بالفرصة التي أتاحتها لي هيئة الشارقة للكتاب للمشاركة في (أيام الشارقة الأدبية)».

وأضافت: «عندما قرأت مسرحيات سموه، وأجريت مقارنات بينها وبين بعض المسرحيات الإسبانية، وجدت شبهاً كبيراً يتجلى في الاهتمام بمراجعة التاريخ والتفكير في الحاضر وإمكانية رسم مستقبل أفضل، وهو ما أعادني للمسرح النقدي والتاريخي في إسبانيا؛ حيث تظهر تجارب مشابهة كثيرة في الأسلوب والأهداف، وتنشغل مجملها في الانتصار للإنسان والإنسانية، وتنبذ العنف والعنصرية والظلم».

المعالجة المسرحية

وتابعت: «من أجمل ما لفتني في مسرحيات صاحب السمو حاكم الشارقة، موضوع الحروب ومآسيها، وهي مواضيع تم تناولها بشكل كبير في مختلف الفنون، واعتقد بأنه يجب على الجميع قراءة ورؤية المعالجة المسرحية التي قدمها سموه لمواضيع تؤرق العالم مثل الإرهاب»، ووجهت في ختام حديثها دعوة للمسرحيين الإسبان والعرب للعمل معاً، وفتح مجال للتعرف إلى الأدب العربي.

المشترك الإنساني

بدورها قدمت جوليتا سيرانو، دراسة قاربت فيها ما بين المسرح الإسباني ومسرح سلطان القاسمي والقضايا الإنسانية والتاريخية المشتركة، وأشارت إلى أن الحوارات في أعمال سموه المسرحية تمتلئ بالفلسفة والأفكار التي تنادي بالحرية والعدالة وتستحضر الرموز والتاريخ كما في «النمرود» و«الحجر الأسود»، وأنها تشترك مع بعض أعمال المسرحيين الإسبان في هذا المنحى.

وتطرقت جوليتا سيرانو، إلى وجود مشترك إنساني في مسرحيات سموه بتركيزها على ظلم الحروب، وغيرها من الموضوعات التي تحضر في المسرح الإسباني، بما فيها استدعاء الإشارات المرجعية التي تتقاسمها الثقافات وموضوعات الذاكرة التاريخية والميثولوجيا، وأوضحت أن ما لفت انتباهها في مسرحيات سموه هي مجموعة التأملات في الأزمات السياسية والصراعات الاجتماعية.

العصر الذهبي للمسرح

وفي سياق الحديث عن دور صاحب السمو حاكم الشارقة، في دعم المسرح الإماراتي والعربي، أشار الفنان أحمد الجسمي إلى أن المسرح الإماراتي والعربي في عصره الذهبي بفضل دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وحبه للمسرح، وقال: «توجد مهرجانات مسرحية عربية تقام بدعم كريم من سموه تحت مظلة الهيئة العربية للمسرح التي تأسست بتوجيهات من سموه».

وتطرق إلى الكلمة التي ألقاها صاحب السمو حاكم الشارقة عام 2007 في اليونيسكو بباريس بمناسبة يوم المسرح العالمي، مشيراً إلى أن سموه أخذ معه في رحلته مسرحيين من كل الدول العربية وكان الحدث مناسبة للقاء المسرحيين وأثمر نتائج مذهلة، ومنها اقترح سموه إنشاء الهيئة العربية للمسرح في الشارقة.

وتوقف المتحدثون عند الحضور الذي حققته أعمال صاحب السمو حاكم الشارقة على مستوى العالم؛ إذ عُرضت أعمال سموه بلغات عدة على مسارح عالمية في كل من السويد، ومدريد، ورومانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وموسكو وغيرها من البلدان المعروفة بعراقة مسارحها.

العلاقة بين العربية والإسبانية

واستعرض المتحدثون، أهمية ترجمة الأعمال المسرحية لصاحب السمو حاكم الشارقة إلى الإسبانية؛ حيث أشاروا إلى العلاقة التي تجمع اللغة العربية والإسبانية، وما يمكن أن تشكله ترجمة النص المسرحي إلى الإسبانية من إضافة وتأكيد حجم التبادل الثقافي بين العرب والإسبان، وفي الوقت نفسه تعزز من حضور أعمال سموه في البلدان الناطقة بالإسبانية بأوروبا وأمريكا اللاتينية وغيرها من البلدان؛ إذ تعد الإسبانية اللغة الرسمية لـ 22 دولة في العالم وينطق بها 567 مليون نسمة حول العالم.